فصل: (سورة التوبة: آية 61)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشوكاني في الآيتين:

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73) يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ}
الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بهذا الجهاد أمر لأمته من بعده، وجهاد الكفار يكون بمقاتلتهم حتى يسلموا.
وجهاد المنافقين يكون بإقامة الحجة عليهم، حتى يخرجوا عنه ويؤمنوا بالله، وقال الحسن: إن جهاد المنافقين بإقامة الحدود عليهم، واختاره قتادة.
قيل في توجيهه: إن المنافقين كانوا أكثر من يفعل موجبات الحدود.
قال ابن العربي: إن هذه دعوى لا برهان عليها، وليس العاصي بمنافق، إنما المنافق بما يكون في قلبه من النفاق دائمًا، لا بما تتلبس به الجوارح ظاهرًا، وأخبار المحدودين تشهد بسياقتها أنهم لم يكونوا منافقين.
قوله: {واغلظ عَلَيْهِمْ} الغلظ: نقيض الرأفة، وهو شدّة القلب وخشونة الجانب، قيل: وهذه الآية نسخت كل شيء من العفو والصلح والصفح، ثم ذكر من خصال المنافقين أنهم يحلفون الأيمان الكاذبة، فقال: {يَحْلِفُونَ بالله مَا قَالُواْ}.
وقد اختلف أئمة التفسير في سبب نزول هذه الآية، فقيل نزلت في الجلاس بن سويد بن الصامت، ووديعة بن ثابت، وذلك أنه كثر نزول القرآن في غزوة تبوك في شأن المنافقين وذمهم، فقالا: لئن كان محمد صادقًا على إخواننا الذين هم ساداتنا وخيارنا لنحن شرّ من الحمير، فقال له عامر بن قيس: أجل، والله إن محمدًا لصادق مصدّق، وإنك لشرّ من الحمار، وأخبر عامر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء الجلاس فحلف بالله أن عامرًا لكاذب، وحلف عامر لقد قال، وقال: اللهم أنزل على نبيك شيئًا فنزلت، وقيل: إن الذي سمع ذلك عاصم بن عدي، وقي: حذيفة، وقيل: بل سمعه ولد امرأته: أي امرأة الجلاس، واسمه عمير بن سعد، فهم الجلاس بقتله لئلا يخبر بخبره.
وقيل: إن هذه الآية نزلت في عبد الله بن أبيّ رأس المنافقين لما قال: ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، و{لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى المدينة لَيُخْرِجَنَّ الأعز مِنْهَا الأذل} [المنافقون: 8] فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فجاء عبد الله بن أبيّ، فحلف أنه لم يقله.
وقيل: إنه قول جميع المنافقين، وأن الآية نزلت فيهم، وعلى تقدير أن القائل واحد أو اثنان فنسبة القول إلى جميعهم هي باعتبار موافقة من لم يقل، ولم يحلف من المنافقين لمن قد قال وحلف.
ثم ردّ الله على المنافقين وكذبهم وبين أنهم حلفوا كذبًا، فقال: {وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الكفر} وهي ما تقدّم بيانه على اختلاف الأقوال السابقة {وَكَفَرُواْ بَعْدَ إسلامهم} أي: كفروا بهذه الكلمة بعد إظهارهم للإسلام، وإن كانوا كفارًا في الباطن.
والمعنى: أنهم فعلوا ما يوجب كفرهم على تقدير صحة إسلامهم.
قوله: {وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} قيل: هو همهم بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة في غزوة تبوك.
وقيل: هموا بعقد التاج على رأس عبد الله بن أبيّ.
وقيل: هو همّ الجلاس بقتل من سمعه يقول تلك المقالة، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قوله: {وَمَا نَقَمُواْ إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ} أي: وما عابوا وأنكروا إلا ما هو حقيق بالمدح والثناء، وهو إغناء الله لهم من فضله، والاستثناء مفرّغ من أعمّ العامّ، وهو من باب قول النابغة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ** بهنّ فلول من قراع الكتائب

ومن باب قول الشاعر:
ما نقموا من بني أمية إلا ** أنهم يحلمون إن غضبوا

فهو من تأكيد المدح بما يشبه الذم.
وقد كان هؤلاء المنافقون في ضيق من العيش، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اتسعت معيشتهم، وكثرت أموالهم.
قوله: {فَإِن يَتُوبُواْ يَكُ خَيْرًا لَّهُمْ} أي: فإن تحصل منهم التوبة والرجوع إلى الحق يكن ذلك الذي فعلوه من التوبة خيرًا لهم في الدين والدنيا، وقد تاب الجلاس بن سويد، وحسن إسلامه، وفي ذلك دليل على قبول التوبة من المنافق والكافر.
وقد اختلف العلماء في قبولها من الزنديق، فمنع من قبولها مالك وأتباعه، لأنه لا يعلم صحة توبته إذ هو في كل حين يظهر التوبة والإسلام {وَإِن يَتَوَلَّوْا} أي: يعرضوا عن التوبة والإيمان {يُعَذّبْهُمُ الله عَذَابًا أَلِيمًا في الدنيا} بالقتل والأسر، ونهب الأموال {و} في {الآخرة} بعذاب النار {وَمَا لَهُمْ في الأرض مِن وَلِيّ} يواليهم {وَلاَ نَصِيرٍ} ينصرهم.
وقد أخرج ابن إسحاق، وابن أبي حاتم، عن كعب بن مالك، قال: لما نزل القرآن فيه ذكر المنافقين قال الجلاس: والله لئن كان هذا الرجل صادقًا لنحن شرّ من الحمير، فسمعها عمير بن سعد، فقال: والله يا جلاس إنك لأحب الناس إليّ وأحسنهم عندي أثرًا، وأعزّهم عليّ أن يدخل عليه شيء يكرهه، ولقد قلت مقالة لئن ذكرتها لتفضحنك، ولئن سكت عنها لتهلكني، ولإحداهما أشدّ عليّ من الأخرى، فمشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر له ما قال الجلاس، فحلف بالله ما قال ولكن كذب عليّ عمير، فأنزل الله: {يَحْلِفُونَ بالله مَا قَالُواْ} الآية.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس، نحوه.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، عن أنس بن مالك قال: سمع زيد بن أرقم رجلًا من المنافقين يقول والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب: إن كان هذا صادقًا لنحن شرّ من الحمير؛ قال زيد: هو والله صادق، وأنت شرّ من الحمار، فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجحد القائل، فأنزل الله: {يَحْلِفُونَ بالله مَا قَالُواْ} الآية.
وأخرج ابن جرير، والطبراني، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا في ظلّ شجرة فقال: «إنه سيأتيكم إنسان ينظر إليكم بعيني شيطان، فإذا جاءكم فلا تكلموه»، فلم يلبثوا أن طلع رجل أزرق، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «علام تشتمني أنت وأصحابك»، فانطلق الرجل فجاء بأصحابه فحلفوا بالله ما قالوا حتى تجاوز عنهم، وأنزل الله: {يَحْلِفُونَ بالله مَا قَالُواْ} الآية.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن قتادة قال: ذكر لنا أن رجلين اقتتلا، أحدهما من جهينة والآخر من غفار، وكانت جهينة حلفاء الأنصار، فظهر الغفاري على الجهني، فقال عبد الله بن أبيّ للأوس: انصروا أخاكم، والله، ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك والله: {لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى المدينة لَيُخْرِجَنَّ الأعز مِنْهَا الأذل} [المنافقون: 8] فسعى بها رجل من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليه فسأله، فجعل يحلف بالله ما قاله، فأنزل الله: {يَحْلِفُونَ بالله} الآية، وفي الباب أحاديث مختلفة في سبب نزول هذه الآية، وفيما ذكرناه كفاية.
وأخرج ابن أبي حاتم، والطبراني، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن ابن عباس، في قوله: {وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} قال: همّ رجل يقال له الأسود بقتل النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن السديّ، في قوله: {وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ} قال: أرادوا أن يتوّجوا عبد الله بن أبيّ بتاج.
وأخرج ابن ماجه، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن ابن عباس، قال: قتل رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل ديته اثني عشر ألفًا، وذلك قوله: {وَمَا نَقَمُواْ إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ الله وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ} قال: بأخذهم الدية. اهـ.

.ومن فوائد الزمخشري في الآيات:

قال رحمه الله:

.[سورة التوبة: آية 60]

{إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَالْمَساكِينِ وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقابِ وَالْغارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ}
{إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ} قصر لجنس الصدقات على الأصناف المعدودة وأنها مختصة بها لا يتجاوزها إلى غيرها، كأنه قيل: إنما هي لهم لا لغيرهم. ونحوه قولك. إنما الخلافة لقريش. تريد لا تتعداهم ولا تكون لغيرهم فيحتمل أن تصرف إلى الأصناف كلها وأن تصرف إلى بعضها، وعليه مذهب أبى حنيفة رضى اللّه عنه. وعن حذيفة وابن عباس وغيرهما من الصحابة والتابعين رضى اللّه عنهم أنهم قالوا: في أي صنف منها وضعتها أجزأك.
وعن سعيد بن جبير رضى اللّه عنه: لو نظرت إلى أهل بيت من المسلمين فقراء متعففين فأبرتهم بها كان أحب إلىّ. وعند الشافعىّ رضى اللّه عنه، لابد من صرفها إلى الأصناف الثمانية. وعن عكرمة رضى اللّه عنه. أنها تفرّق في الأصناف الثمانية. وعن الزهري أنه كتب لعمر بن عبد العزيز تفريق الصدقات على الأصناف الثمانية {وَالْعامِلِينَ عَلَيْها} السعاة الذين يقبضونها {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ} أشراف من العرب كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستألفهم على أن يسلموا فيرضخ لهم شيئًا منها حين كان في المسلمين قلة. والرقاب: المكاتبون يعانون منها. وقيل: الأسارى. وقيل: تبتاع الرقاب فتعتق {وَالْغارِمِينَ} الذين ركبتهم الديون ولا يملكون بعدها ما يبلغ النصاب. وقيل الذين تحملوا الحمالات فتداينوا فيها وغرموا {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ} فقراء الغزاة والحجيج المنقطع بهم {وَابْنِ السَّبِيلِ} المسافر المنقطع عن ماله فهو فقير حيث هو غنىّ حيث ماله {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ} في معنى المصدر المؤكد، لأنّ قوله إنما الصدقات للفقراء معناه فرض اللّه الصدقات لهم. وقرئ {فريضة} بالرفع على: تلك فريضة. فإن قلت: لم عدل عن اللام إلى في في الأربعة الأخيرة؟ قلت: للإيذان بأنهم أرسخ في استحقاق التصدق عليهم ممن سبق ذكره، لأنّ في للوعاء، فنبه على أنهم أحقاء بأن توضع فيهم الصدقات ويجعلوا مظنة لها ومصبًا، وذلك لما في فك الرقاب من الكتابة أو الرق أو الأسر، وفي فك الغارمين من الغرم من التخليص والإنقاذ، ولجمع الغازي الفقير أو المنقطع في الحج بين الفقر والعبادة، وكذلك ابن السبيل جامع بين الفقر والغربة عن الأهل والمال، وتكرير في في قوله: {وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ} فيه فضل ترجيح لهذين على الرقاب والغارمين. فإن قلت: فكيف وقعت هذه الآية في تضاعف ذكر المنافقين ومكايدهم؟ قلت: دل بكون هذه الأصناف مصارف الصدقات خاصة دون غيرهم على أنهم ليسوا منهم، حسما لأطماعهم وإشعارًا باستيجابهم الحرمان، وأنهم بعداء عنها وعن مصارفها، فما لهم وما لها؟ وما سلطهم على التكلم فيها ولمز قاسمها صلوات اللّه عليه وسلامه؟

.[سورة التوبة: آية 61]

{وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (61)}
الأذن: الرجل الذي يصدق كل ما يسمع ويقبل قول كل أحد، سمى بالجارحة التي هي آلة السماع، كأنّ جملته أذنٌ سامعة، ونظيره قولهم للربيئة. عين. وإيذاؤهم له: هو قولهم فيه {هُوَ أُذُنٌ}. وأذن خير، كقولك: رجل صدق، تريد الجودة والصلاح. كأنه قيل: نعم هو أذن ولكن نعم الأذن. ويجوز أن يريد: هو أذن في الخير والحق وفيما يجب سماعه وقبوله، وليس بأذن في غير ذلك ودلّ عليه قراءة حمزة {وَرَحْمَةٌ} بالجرّ عطفًا عليه أى: هو أذن خير ورحمة لا يسمع غيرهما ولا يقبله. ثم فسر كونه أذن خير بأنه يصدق باللّه، لما قام عنده من الأدلة ويقبل من المؤمنين الخلص من المهاجرين والأنصار، وهو رحمة لمن آمن منكم، أي أظهر الإيمان أيها المنافقون حيث يسمع منكم ويقبل إيمانكم الظاهر، ولا يكشف أسراركم ولا يفضحكم، ولا يفعل بكم ما يفعل بالمشركين، مراعاة لما رأى اللّه من المصلحة في الإبقاء عليكم، فهو أذن كما قلتم، إلا أنه أذن خير لكم لا أذن سوء فسلم لهم قولهم فيه، لا أنه فسر بما هو مدح له وثناء عليه، وإن كانوا قصدوا به المذمّة والتقصير بفطنته وشهامته، وأنه من أهل سلامة القلوب والغرّة.
وقيل: إنّ جماعة منهم ذمّوه صلوات اللّه عليه وسلامه وبلغه ذلك، فاشتغلت قلوبهم فقال بعضهم: لا عليكم، فإنما هو أذن سامعة قد سمع كلام المبلغ فأذن، ونحن نأتيه ونعتذر إليه فيسمع عذرنا أيضًا فيرضى، فقيل: هو أذن خير لكم. وقرئ: {أذن خير لكم}، على أن أذن خبر مبتدإ محذوف، وخير كذلك، أي هو أذن هو خير لكم يعنى إن كان كما تقولون فهو خير لكم، لأنه يقبل معاذيركم ولا يكافئكم على سوء دخلتكم.
وقرأ نافع بتخفيف الذال. فإن قلت: لم عدّى فعل الإيمان بالباء إلى اللّه تعالى، وإلى المؤمنين باللام؟ قلت: لأنه قصد التصديق باللّه الذي هو نقيض الكفر به، فعدّى بالباء وقصد السماع من المؤمنين، وأن يسلم لهم ما يقولونه ويصدّقه، لكونهم صادقين عنده، فعدّى باللام ألا ترى إلى قوله: {وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ} ما أنبأه عن الباء. ونحوه: {فَما آمَنَ لِمُوسى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ}، {أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ}، {آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ}. فإن قلت: ما وجه قراءة ابن أبى عبلة: {ورحمة} بالنصب؟ قلت: هي علة معللها محذوف تقديره: ورحمة لكم يأذن لكم، فحذف لأنّ قوله: {أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ} يدل عليه.